الثلاثاء، 1 يونيو 2010

محمود حسن .. شهيد أسرة عبد البارى الثانى بالواسطى



قاد سريته حتى الموت ورفض اخلاء موقعه واستشهد غارقاً فى دمائه

لم يأبه الملازم الشاب ابن التسعة عشر ربيعاً والمتخرج حديثاً من الكلية الحربية عام 1973 والملحق حديثاً أيضاً بسلاح الصاعقة الشهيرأن يبخل بروحه الربيعى وبجسده الغالى الذى كان قد اقبل على الدنيا فقدم شبابه وجسده فداءاً من أجل مصر ووفاءاً لدينه وشرفه العسكرى .. إنه الشهيد البطل محمود حسن عبدالبارى ابن مدينة الواسطى وفخر شباب الصاعقة المصرية وأحد أساطيرها الخالدة .

ولد محمود فى اليوم الأول من يناير عام 1952 وكان منذ طفولته خفيف الروح دائم الحيوية واللطف مميزاً بين اقرانه كما تميز أيضاً بالجرأه والجسارة يلازمه طبع إجتماعى محبب جعله محور أهتمام للعديد من جماعات الأصدقاء والأحباء الشباب بالواسطى 0

وبعد استكمال دراسته الثانوية رشح للألتحاق بكلية التجارة حسب مجموع درجاته لكنه كان قد أصرعلى الأنخراط فى الجندية المصرية والتخصص فى الدراسات العسكرية ، وكان يستهويه فى ذلك شخصية ابن عمه الشهيد الكبير غريب عبدالتواب والذى اتخذ منه نموذجاً وقدوة وكان الأول قد شجعه بالفعل على الدراسة العسكرية .

وعقب تخرجه عام 1973 التحق بسلاح الصاعقة وهو سلاح غريب عبدالتواب أيضاً وكان الأخير قد نصحه بالتقدم لسلاح أخر وبعد اصراره على ذلك طلب منه غريب أن يتوزع كلاهما على سرية غير سرية الأخر .. فهما أبناء أسرة واحدة وقد تقتضى العمليات العسكرية استشهادهما بينما تعمل التقاليد العسكرية على التصرف فى هذه الأمورالإنسانية ما أمكن ذلك .

وفى الصاعقة كانت الأيام الأولى والقصيرة لها عالماً سحرياً للضابط الشاب فقد وجد فيه مجالاً لتحقيق وطنيته العالية وروحه الشابة متدفقة الحيوية والنشاط والأمل .

كان محمود أحد أبطال الرماية فى الجيش وقد حقق فيها المركز الأول على سريته ، كما سبق أن اختارته قيادته العسكرية للعديد من العمليات الهامة خلف خطوط العدو الإسرائيلى قام بها بنجاح مذهل كان له تقديره من رؤسائه وقياداته .

ولم تلبس طاحونة حرب أكتوبر 1973 أن دارت رحاها الدامية فى الجو والبر والبحرعلى غير توقع ، وكانت قيادة الصاعقة قد عينت فى بداية الحرب الشهيد الشاب قائد فصيلة لسرية الشهيد محمود منصور وكانت مهمته المحددة والخطيرة فى آن واحد هى (تعطيل احتياطى مدرعات العدو حتى لايتمكن من الوصول إلى النقاط الحصينة لجنودنا).

كانت أخبار الأستشهاد فى سلاح الصاعقة تزف قصصاً أسطورية من البطولة ورجولة اختيار الموت إعلاءاً للثأرمن هزيمة يونيو1967 المحزنة ، كما كان للتسابق على حماية الأرض والوطن والعرض أخباراً يومية فى هذا السلاح المصرى الذى شارك فى إعادة كتابة تاريخ الجندية المصرية بالفخار والنور ولم يلبث أن تهادى خبر استشهاد نقيب الصاعقة غريب عبدالتواب إلى ابن عمه الشاب محمود حسن عبدالبارى ، وكان للخبر دوياً داخلياً هائلاًفجر داخله كل الرغبة فى الأستشهاد والثأر فهو قدوته العسكرية والوطنية والأسرية الكبرى .

وصادف ذلك تكليف قيادته العسكرية بالصاعقة له بطلعة استطلاعية جديدة خلف خطوط العدو التى كانت قد فقدت صوابها وجن جنونها من مواجهة الجحيم مع أبطال مصر القادمين من أوجاع وآلام الثأر والطالبين لشرف الأستشهاد ، كما تضمن الأمر العسكرى تعطيل احتياطى مدرعات العدو حتى لاتصل للنقاط الحصينة .

وأثناء المواجهة والبطل على رأس سريته طالته طلقات غادرة وفجائية لتصيب كتفه بأصابات بالغة وتدفقت دماؤه بغزارة لكنه اصدر أوامره لجنوده بالأستمرار كما قاوم بكل القوة رجاء هؤلاء الجنود فى أن يترك موقعه إلى موقع أخر وظل جسده ينزف حتى استشهد على أرض المعركة راضياً مرضياً

هناك تعليق واحد: