الخميس، 4 فبراير 2010

سيرة بنى غنيم (2)

قصة قصيرة ..وتقاليد قبيلة
كان العرب القدامى كما يؤكد الفنان الشعبى عازف الربابة الشهير سيد الضو " ناس يخشون الملامة " كما كان ذلك فى رائعة عبد الرحمن الابنودى سيرة بنى هلال وهكذا كان شأن العرب الأصلاء كانت أماجد العرب العاربة وحتى المستعربة " يخسون ملامة " العرب والرأى العام عموماً ويبعدون عن السيئة
كانت الأخلاق الكرم والنجدة والنخوة وعفة النساء والحفاظ على حرمة الديار والمال المتمثل فى الأبل ومزارع الشعير مع صيانة العهد والوفاء والبعد عن فم الترحض ــ مفردات لاتقبل التفريط ــ وإلا فإن قاموس " الملامة " سيرصد للمتجاوزين تاريخا من العار لا ولن يغتفر
سيرة بنى غنيم حاول عاهلها الأول أن يجعلها زكية وأقامها على تقاليد إسلامية وحصنها بالعرف المعتاد فى مجتمع الصحراء من قديم حيث أخلاق الفارس ودستور الحياة االمشتركة القائمة على النجدة والتواصل وسط طبيعة جامة وموحشة 0
وقد كانت مسيرة سعادة بنى غنيم مليئة بالحيوية مع محاولات عاهلها الأول وخلفائه للتمسك بهذه الأصول وسط تغييرات مدوية لم تكن فى حسبان الأوائل الذين بنوا أضرحة الأولياء والمساجد وأوقفوا على أراضيهم الزراعية لضمان الأهتمام بها وقدموا سيرة عملية للخلق العالى والنخوة مع القسوة والحسم مع الأهل والأبناء للألتزام بدستورهم المتوارث وغير المكتوب ووصفوا رمزا معماريا هو النزل " أو الديوان كما كان لتطبيق كل هذه المعانى وعلى رأسها إكرام الضيف والمأوى للغرباء كما قدمت بنى غنيم العديد من رجالها المتفردين وعلى رأسهم شيخ العرب على غنيم الصديق الأثير لأحمد عرابى أبان استبعاده من الجيش وتكليفه بالأشراف على حملة تنفيذ كوبرى قشيشة الشهير 0

شيخ العرب على غنيم ..مؤسس قرية بنى غنيم

كان الاستاذ الأول للتقاليد العربية الأصيلة
يعد الشيخ على غنيم مؤسس قرية بنى غنيم وأبو أهلها على تواتر تاريخهم واحد من التربويين الفطريين الكبار الذين تمكنوا من وضع البنية الأساسية لتقاليد مجتمع "سعادنة بنى غنيم " بل ونجح فى أن يكون مقره فيها هو عاصمتهم وأبناؤه هم" كرسى " عرب السعادنة قاطبة ــ ففى بنى غنيم ــ كان عمدة عرب السعادنة بالجمهورية وهو شيخ العرب خليفة على غنيم النجل الأكبر للراحل الكبير على غنيم نفسه 0
كما نجح فى صياغة تقاليد وقيم ونماذج أكدها برسوخ فى دروس تربوية يومية عن طريق المعايشة وأصطلح لذلك أداب أصيلة تبدأ مع الطبقات الدنيا بلاترفع وتتصاعد معها درجاتها بلاتفرقة مع علية القوم وبسطائهم معا 0
علم أبناءه أن يقولوا للواحد من العبيد الذين كان القدماء يجلبونهم للخدمة من السودان والجنوب عند المناداه " ياعبد الخير " وليس ياعبدى ولا يا خادمى ـ وظل هذا سلوكاً يتوارث
يذكرون عنه أنه كان رجلاً عجيباً مزعم قوته وصلابته الفطرية كطبع أصلى توارثه من مجتمع جدوده من رجال القبائل فقد كان متديناً وروحانياً يتميز بشفافية عالية لدرجة أن روايات متعددة أكدت أنه دفن بأرضية مسجد " البشاتوه " و أن قبره عثر عليه مع أحد الصالحين من أبناء بنى غنيم هو وولده الشيخ خليفه على غنيم 0
أثناء التجديد الثانى للمسجد وكان جثة كل منهما غارقة فى الحناء وكان المرحوم خليفة على غنيم معروف بورعه وتقواه وشفافيته ويتردد روايات كثيرة ترفعه إلى منزلة الأولياء وتأتى أهمية الموقع الحالى للمسجد " البشاتوه " ومزارات الشيوخ الأربعة 0
أنها كانت منطقة عالية تسمى " الكوم " ولاتصلها المياه الجوفية ولا الأرضية فاختارها أهالى بنى غنيم القديمة كمنطقة متميزة للدفن بأعتبارها أعلى سطح للأرض فى القرية كلها فقد كان نهر النيل يغمر المنطقة ويحاصر أهاليها أعالى الكوم الذى كان مكان إقامة على غنيم الكبير وأرض مدفنه فى ذات الوقت 0
كان الرجل رغم ثرائه لايحب الفخر وكانت كل أعماله موجهة بإخلاص يستهدف رضى الله عزوجل فقد ترددت روايات عن ملكيته التى وصلت إلى 500 فدان كاملة بأرض الخورمان بشرق البحر عدا ممتلكاته بالمنطقة محل نزلة بجوار قمن العروس القديمة وأنه كان نموذجا للإجتهاد والعمل بمزارعه الأمر الذى حقق له ولأبنائه يسرا فى العيش وثروة متوارثة
كان طويل القامة حسن السمت يقال أن جسده لشدة صلاحه أكتشف كما هو غارق فى الحنة عند أرض مسجد البشاتوه كما كان ملتزماً فى عباداته محباً لعمل الخير ويلاحظ أن هذه الروايات لاتتكرر على ألسنة العامة فى القرى إلا حول أولياء الله الصالحين
أنجب مجموعة كبيرة من الأبناء أشهرهم خليفة وعبد الباقى وجبر إلا أن رغبته الموروثة فى مضاعفة عدد أفراد القبيلة وتكوين مجتمع " العزوة " كانت وراء زواجه المتكرر سواء من قربائه السعادنة أو العائلات الأخرى 0
ويصر الحاج شاكر عبد الباقى من كبار السن ورؤس بيوتات بنى غنيم حالياً أن على غنيم الجد الأصلى للقريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة جــاء إلى المنطقة من مكان يدعى الشروق بالجزيرة العربية وكان جده الأول هو الصحابى عباس بن مرداسى السلمى الذى قدم أيام الفتح العربى مع الفاتح عمرو بن العاصى إلا أن هذه الرواية تتعارض مع روايات أخرى يعتد السعادنة عمومهم إلى جدهم الصحابى الشهير " سعدى " 0
وقد أشتهر على غنيم بالكرم كما اشتهر بالعبادة والتقوى ولهذا أهتم ببناء المسجد كما أهتم ببناء ديوان السعادنة ومسجد البشاتوه الأول لأكرم الضيف والثانى للعبادة وصلوات الجماعة والاعتكاف 0
ويردد أحفاء على غنيم مؤسس القرية أنه كان لايتسامح فى الآداب ولا العادات ولا التقاليد التى تأكدت وتوارث وعلى رأسها احترام النساء لبيوت الزوجية لدرجة أنه قام بتطليق إحدى نسائه ــ وكان تزوجها من منطقة حلوان ــ لمجرد أن رآها أعلا سطح المنزل مع صديقة لها ومكشوفة للمارة وهو ماتكرر مع العديد من نسائه الكثيرين لأسباب محدودة تتعلق بالخروج عن التقاليد البدوية أو العربية أو الدينية 0
وقد كان لذكاء شيخ العرب على غنيم وقدرته الفائقة على إدارة أملاكه واستثمار عائدها بخلق ودون تبذير أو اسراف أنعكس ذلك على ذريته التى اكتسبت حكمته وأخلاقه وتوارثت حالة ميسورة ومستوى طيبا من العيش تمثل فى عشرات من الدواوين الواسعة الموروثة من الجدود والآباء السابقين او التى قاموا ببنائها وتجديدها من ارثهم الذى ورثوه عن الكبار 0
ومن المآثر التى لاتنسى للراحل الكبير على غنيم مؤسس أرض " كرسى " السعادنة على أرض بنى غنيم أنه كان يحرص على تحفيظ اولاده للقرأن الكريم وأن القرية كلها كانت تحفظه حتى النساء منهم لم يكن يتخلف عن هذا الواجب الهام وهو ماكان له أثره فى الحفاظ على الخلق الدينى المتوارث واتساع التدين وانتشار الفضائل 0

الزعيم احمد عرابى


عمل بعد عزله المؤقت عن الجيش بديوان القناط وبنى كوبرى قشيشة بالواسطى وكان ضيفاً دائماً على كبير سعادنة بنى غنيم على اختلاف أعمارهم يتوارثون حكاية جدهم الكبير الشيخ على غنيم صاحب الديوان العالى على الربوة والفانوس المضئ ليلاً لدعوة الضيفان مع الزعيم أحمد عرابى قبل أن يعلو شأنه فى الجيش ويعود بعد طرده الذى تسبــــــــب فيه العسكر الأتراك وقتــــــــــــــــــــــــــــــها
وكان الزعيم أحمد عرابى قد تعرض لواقعة أليمة بسبب نزاهته وشفافيته والتزامه العسكرى وعلا شأنه بسبب كفاءته وجديته التى أثارت عليه حفيظت رؤسائه الأجانب المتعصبين كالعادة لبنى جنسهم وصادف ذلك أقامة أول عمودية لبنى غنيم فى عهد عاهلها ومؤسسها شيخ العرب على غنيم فى النصف الأول من القرن التاسع العشر
وكان السلطان أحال عرابى للأعمال المدنية وحضر إلى الواسطى لبناء كوبرى قشيشة الشهير بمركز الواسطى والمتاخم للتكليفات الزراعية لأراضى قمن العروس وبنى غنيم وكفرابجيج
ويذكر الكاتب السيد حجاج مؤلف مذكرات عرابى أنه كانت لديه مشاعر غير سويه حول "حزو باشا" المتعصب للأتراك والذى لم يعجبه حماس عرابى وإخلاصه كنموذج عسكرى مصرى منافس للأتراك فسعى لإحالته وإستبعادة وإخلاء موقعة لترقية أحد أبناء المماليك وكأنه يدعى
ويؤكد العميد محمد فريد السياج مؤلف مذكرات الزعيم أحمد عرابى هذه الوقائع وأن عرابى كان برتبة قائمقام فى الجيش وقتها أماعرابى نفسه فيقول فى مذكراته طلب منى " يقصد حزو باشا " أن أرفع ختمي من عريضة أحد الضباط المستحقين وأضعه على عريضة ضابط آخر لايستحق النجاح فشق عليه هذا الأمر ورفضت فحنق لذلك - وصدر الأمر برفتي من الجهادية وحرمت من المائتى فدان التي وهبها الخديوي علي كل القائمقامات وحدث أن تطورت الأمور إلي العفو عن الزعيم أحمد عرابي والذي طلب العمل بديوان بناء قناطر فم الإسماعيلية بقصر النيل ومن هنا بدأت علاقة عرابي بعلي غنيم الكبير وقد تواترت قصص معروفة عن سبب هذه العلاقة الوثيقة أنها بدأت بطلب أحمد عرابي من أحد خفراء الموقع أن يشتري له قدر من اللبن الحليب الذي كان متعوداً علي شربه في الصباح إلا أنه بيوتات بني غنيم أستغربت الطلب – فاللبن يمنح ويهدي ولايباع بالذات للغريب وأشاروا علية أن يذهب للديوان العالي علي الربوة ذي الفانوس المضاء ليلاً مادام الأمر يخص بكبير الحملة ومسئولها الأول ليتم تدبير ما أراد من كبير مثله مجاناً وبعرض الموضوع علي عمدة القرية وكبير عرب السعادنة قام علي الفور بتكليف أحد خدامه "عبد الخير" أن يصحب يومياً واحد من البقار السمان وخلفها جارية لحلبها أمام عرابي رئيس الحملة علي أن يقدم له اللبن الحليب طازجاً وتحت نظره المباشر
وفي ظهر كل يوم كان يرسل شاه مشوية للغداء امعاناً فى كرم الضيافة وحسن الوفادة للضابط الكبير الذى كانت تسبقه شهرته أينما إتجه أحمد عرابى زعيم الثورة العرابية فقد تداعى الأحداث الوطنية المعروفة
وقد ظل العهد بين الرجلين موصولاً حتى إنهاء المشروع الكبير ترددت بعدها روايات كثيرة عن تدخل عرابى لإنقاذ عبد الباقى نجل الشيخ على غنيم من حبل المشنقة لإتهامه فى جريمة قتل حدثت أثناء زفاف فرح درويش الديب من أبناء القرية بعد أن سافر له الشقيقان خليفة وجبر إلى القاهرة لهذا الغرض وعاد عبد الباقى إلى الديوان الأسرة وسط المزايد والطبول وزغاريد النساء 0

من فوق أريكته ..وفى يده " التيلة "

حفلت الرحلة المتأخرة فى القرن التاسع عشر بقصص قيمية وأخلاقية عالية وحاشدة يحفظها عرب السعادنة عن رجالهم وكبرائهم
وكان من طبيعة ثقافة المرحلة أن يكون للقبيلة رئيس أدبى كبير يمثل الرمز الذى يصون ويحفظ خبرات العرب المتراكمة فى التماسك ويجعل من وجودهم هيئة إجتماعية قوية ونسيج انسانى متماسك لذلك كان رئيس القبيلة وكبيرها فى قديم أيام المجتمع البدوى وحتى المجتمع الحضرى فى صحروات العرب التى كانت لاتعدم حواضرهم المشهورة هذا الرمز وكان الجميع يحافظون على وجوده ويفرضون سلطاته على أنفسهم اختيارا لدرجة وصلت معها هذه السلطات التنفيذية والادارية إلى درجة الاختصاص بقرار الحرب على القبائل الاخرى 0
إلا أن استقرار الأصول العربية فى البلاد بعد وفودهم مع الفاتح العظيم عمرو بن العاص وحتى قبل هذه المرحلة مع رحلات الهجرة المتوالية إلى مصر الخضراء جعل هذه العشائر والأنساب تختلط وتذوب بعضها فى النسيج الإجتماعى والقومى العام بل واكتسبت ثقافتها البدوية وتقاليد مجتمعات البيئات الصحراوية " محلية " مصرية جديدة لكن فكر " التماسك " ومتطلبات " تكتيكات " الحفاظ على القوة العصبية والعرقية .. فرضت فى مصر نظاما خاصا ــ اصطلحت الأصول العربية على تسميته " بعمدة العرب "
وكان عمدة العرب رئيسا أدبيا وليس مسئولا إداريا " كعمدة البلد " لذلك شاهدت قرية بنى غنيم أرض وفادة السعادنة من أبناء على غنيم التقاء النظامين لخصوصيتها الجامعة لأكبر تجمع لعرب السعادنة وهو الأمر الذى هئ لها الاحتفاظ بمنصب " عمودية السعادنة " بجانب عمدة القرية الإدارى
شيخ العرب خليفة على غنيم اختاره سعادنة مصر كلها على أرض دلاته بنى سويف عمدة لهم وكان سعادنة مصر كما وصفهم المؤرخ " بوبير " فى كتابه وصف يقيمون فى بنى سويف فى قرى نزلة السعادنة بحاجر بنى سليمان ودنديل والبرج والدوالطة ودلاص والسيس وبنى عدى وابوصير وانفسط " منفسط القديمة " وقمن العروس بجانب سعادنة جزيرة النجد بقليوب ومحافظة القليوبية عموماً وضواحى القاهرة القديمة
الجد خليفة كما يسميه عرب السعادنة كان رجلا متديناً يمثل الطبع العام لوجدان سعادنة العرب عموما ويحفظ خصوصيات الدستور غير المكتوب الذى فرضه سلوكاً وعرفاً الشيخ على غنيم الكبير ــ التدين - التماسك الأسرى - قيم الضيافة ــ وقد تناثرت أخبار متعددة لأفراد القبيلة - الأسرة حاليا - أو القرية الآن تخلط رواياتها أفعالاً قيمية وأخلاقية عالية لكل من شيخ العرب خليفة على غنيم وسليل الأسرة والمعاصر الشيخ خليفة على على غنيم 0
إلا أن الروايات فى تعددها أكدت أن الرجل ذاته على أى الروايتين كان حازماً وحاسماً وأن حزمه وحسمه وصل إلى درجة الصرامة وعدم التسامح فيما يخص الجرائم التى تهدد التماسك الأسرى أو تبنى " العيب " الإجتماعى فى أبسط مظاهره وكان يعمد إلى نظام خاص للعقوبة مستخدما " التيلة " وهى نوع من السياط المجدولة من نسيج " التيل " القديم الذى كانت تنتشر زراعته فى القرى القديمة مثل دلاص وبنى عدى وأبوصير الملق
كما وكانت أحكام عقوباته تستدعى وجود " التيلة " بشكل دائم على أريكة التى تمثل كرسى العمودية بديوان السعادنة وكانت الأحكام يحددها بنفسه ويقوم بتنفيذها فى وقت واحد ــ فهناك خطأ تقتضى عقوبته الضرب ثلاث " تيلات " والأخر خمسة عشر وهكذا
كان هذا يحدث على المستوى الداخلى المحلى فى ولايته الأدبية على ابناء القرية القبيلة
أما قبائل عرب السعادنة فى إطار " عموديته " فكان له دور أكبر إتساعا فقد كان يعد قاضى قضاه قبائل السعادنة ومرجعهم القانونى بالجمهورية وكانت أحكامه مشغوفة بسلطة أدبية طاغية تجعل مخالفتها مهددة لها من الذات مع هذا النسق الثقافى المنحدر من فكر القبيلة والذى يقدس الرمز لعلاقته بوجود الكل واستمراره كما كان يختص بتحرير شهادات " الأصل العربى " كوثيقة هامة يصدرها عمدة العرب لأفراد قبيلته أو أسرته الحالية تشهد بأصوله العربية وكانت هذه الشهادات تعفى وقتها من أداء الخدمة العسكرية بجانب ترتيب الزيارات المتبادلة ووضع برنامجها السنوى لتوثيق الأوامر ووضع المقترحات المتعددة لذلك والتى قد تصل إلى الزواج المتبادل والحل والترحال والإقامة إذا اقتضت الظروف لذلك حفظ القرأن فى صباه وحرص على تحفيظه لأبنائه وبناته أيضا وشارك فى أحداث هامه منها بناء مسجد ضريح البشاتوه وترددت روايات عن زيارة الولى العارف الشيخ محمد زوين له وللعمدة " نايف " وأمره ببناء الضريح والمسجد وأنه أوقف من أرضه الزراعية للبناء منها ماهوموثق حاليا بممتلكات هيئة الاوقاف المصرية 0
وقد ترددت روايات كثيرة عن علاقته الشخصية بالزعيم احمد عرابى الذى قضى مرحلة من عمره تسبق الثورة العرابية فى المشاركة فى أعمال كوبرى قشيشة الشهير بعد أن تعرض لوشاية داخل الجيش أحالته إلى الأعمال المدنية لدرجة أن عرابى بعد رحيله للقاهرة حضر إلى بنى غنيم وشارك فى وضع حد لخلاف عائلى كبير كاد أن يحدث صداما بين السعادنة وبيت الصفراء شرق النيل لوجود نسب ومصاهرة بين الشيخ خليفة على وهذه الاسرة
كما ترددت روايات رفعها سعادنة بنى غنيم إلى درجة الخبر المؤكد أنه دفن بعد موته فى موقع هو الآن بجوار منبر وقبلة مسجد " البشاتوه " 0

مسجد البشاتوه وأضرحة الأربعة

أثر اسلامى تاريخى ..يذكره الأحفاد لعلى غنيم
الأساطير والأحاجى لاتزال يتوارثها بكل الشغف والحب أبناء بنى غنيم حول جدهم على غنيم الكبير مؤسس مجتمع بنى غنيم الذى أصبح قرية كبيرة .. تضم أسرة السعادنة فى المنطقة .. القبيلة القرية ..والقرية القبيلة 0

مسجد" البشاتوه " أول مساجد المنطقة الذى ضم فى الثلاثينات إلى وزارة الأوقاف أحد أثار العاهل الكبير الذى تتردد روايات نسبه إليه وأساطير بنائه من أبناء بلد كامل وهو بنى غنيم بيتهم ووطنهم ومخيهم الحالى 0
تؤكد كل الروايات التى تناقلت ويحكيها أحفاد كل القبائل وسكان قمن العروس وكفر أبجيج وبنى غنيم ذاتها أن شيخ العرب على غنيم السعدنى صاحب الأروقة العربية العريقة هو البانى الأصلى لمسجد البشاتوه ..ثم جاء من بعده الأبناء والأحفاد الحاج خليفة غنيم عمدة السعادنة والعمدة "نايف " وقاموا بتجديد البناء 0
كما قام على غنيم فى حياته أيضاً ببناء ضريح الأربعة " أربعة أولياء منحدرون " من أروقة كريمة من قبائل الشرفاء المهاجرة قديما
المسجد والأضرحة يحتلان مساحة تصل إلى حوالى أربعة قراريط منها مساحة قدرها قيراطان وثمانية أسهم للأضرحة والساحة التى أمامها فقط أما المسجد فيزيد على القيراط والنصف بقليل وتشغل المصلى وحدها حوالى 250 مترا مربعا
كان المسجد مبنيا على الطراز القديم من الحوائط السميكة التى يصل سمكها إلى 80سم على الأقل وقد تم بنائها باستخدام أنواع من الملاط و " المونة " القديمة والتى كان القدماء يسمونها عادة بالمونة "المقلقة" أى التى تتكون خلطتها من ثلث من الرمل وثلث من الجير والثلث الأخير من الحمرة وهى تراب الطوب الاحمر أما سقفه فكان من الخشب ومنبره من طراز بسيط وهو مرتفع الهيئة بشكل ملحوظ لايقتنى طرازه بالزخارف بقدر ما ركز صانعه على المتانه وضخامة الشكل بحيث تتأكد كتلتة منبر الدعوة بشكل مؤكد من كافة الأجناب
أما أضرحة المشايخ الأربعة فهى متجهة لميدان صغير متوسط المكان تستقل حاليا بباب يفتح على ساحة وترتفع داخلها القباب التى تعلو الأضرحة بارتفاع متوسط وقد تم بنائها على طراز اسلامى بسيط يتجه فى مجموعة ويتكامل فى منظومة واحدة وداخل مشهد يوحى بالأسرار وتكتنفه الغيوب ويغشاه جلال هادئ
المشايخ الأربعة أكدت الروايات المتناقلة عن الآباء والأجداد من إخباريين متعددين منهم الحاج شاكر عبد الباقى غنيم وهو من رؤوس الأسرة ورجالاتها أن أسمائهم على الترتيب هى "الشيخ محمد زوين السكران ، الشيخ على عبد الوهاب ، الشيخ أحمد البشكاوى ، الشيخ علي البشكاوى" أما الشيخ محمد زوين فهو الجد الأصلى لهذه المجموعة المباركة من الصالحين 0
وقد تناقلت روايات كثيرة أن التجديد الثانى للمسجد عام 1939 كانت له أسباب تتعلق بالمشايخ الأربعة تقول هذه الروايات أن العارف بالله الشيخ محمد زويل قد زاره فى رؤيا منامية الشيخ خليفة غنيم عمدة السعادنة وابن عمه العمدة " نايف " وطلب منهما أن يقوما بالحفر فى هذه المنطقة وأنهما سيجدان بلاطة عليهم طرقها لمرة واحدة وبعدها بمسافة مترين فقط سيجدان بئر المسجد قائمة ومبنية ولاتزال هذه البئر محل هذه الروايات بحالتها الأولى وموجودة حتى الآن 0
تقول الروايات أن بنى غنيم ورؤوس عائلاتهم قد تعاونوا فى بناء الأضرحة والمسجد من جديد وأوقفوا عليها أربعة أفدنة كاملا للخدمة والصيانة 0
كما أكدت روايات متوالية أن أرضية المسجد مدفون بها بعض الصالحين من الأسرة لكن لم ينتبه أحد لإقامة أضرحة أعلاهم حيث تراكمت التجديدات لعشرات السنين وطمرت اثار المدافن ذاتها
وقد ضم المسجد للأوقاف عام 1939 كما تم تجديده برفع السقف القديم من الأخشاب وتم صبه بالخرسانة المسلحة وشاركت فى التجديد نادية السبكى زوجة جمال ماضى ابو العزائم بتجليد الحوائط بالرخام والبلاط والشبابيك والبياض 0
وقد تم تجديد المسجد وإعادة بنائه على الطراز الحديث حاليا وقد سجلت الأضرحة إلى قوائم أضرحة ومزارات المشيخة العامة للطرق الصوفية بالجمهورية كما يعد مسجد البشاتوه أول مساجد المنطقة التى تم ضمها إلى وزارة الأرقاف عموما ولايزال مسجد البشاتوه بضريح الأولياء الأربعة شاهدا على كرامة الأولياء من شفاء قمن وكفر أبجيج وعن محبة السعادنة وتقديرهم لولايتهم وقربهم من الله عزوجل حيث لايعرف الفضل للناس إلا ذووه

اللواء محمد صادق ..ابن بنى غنيم

حياة حافلة من الانضباط الامنى والاجتماعى
واحياء عجيب لسيرة السلف الصالح من رجال شرطة

هل ورث اللواء محمد صادق خليفة على غنيم انضباط جده الكبير على غنيم؟ وأعجب بشكل شخصى بصرامة ومسئولية جده خليفة على غنيم عمدة عرب السعادنة مسئول فرض أحكام العدل والقضاء العرفى بين قبائل السعادنة أم هى طبيعة الجندى الشهم المسئول عن ضبط إيقاع الحياه وكفالتها فى إطار من سياج القانون والشرعية !!
هذه التساؤلات لم تكن من عندياتنا لكنها كثيراً ما كانت تتردد أو حتى بعضها على سبيل التحديد على مجتمع وأهل اللواء محمد صادق مساعد وزير الداخلية الأسبق 0
كان الرجل واحداً من أعلام السعادنة فى تاريخهم على أرض بنى غنيم والسعادنة عموماً كما كان محل ثقة العديد من وزراء الداخلية المشهود لهم بالمسئولية والإنضباط ومنهم الوزير الأسبق محمد عبد الحليم موسى الذى كان محلاً لثقته وكثيراً ماكان يلجأ لمشورته وكان موسى بالمناسبة يطلق عليه الشعب المصرى " شيخ العرب "
عاش الرجل عمراً طويلاً مباركاً وصل إلى السبعين عام كاملة تنقل خلالها ومنذ تخرجه فى مواقع أمنية عديدة بوزارة الداخلية حتى رتبة اللواء ومساعد الوزير
وقد عرف منذ شبابه الباكر وهو طالب بالثانوى بكلية الشرطة وضابطاً برتبة ملازم ثانى بالأخلاق العالية والأنفة والنزوع الشديد إلى الحق قولاً وعملاً كما كان طبعه الدينى وسلوكه القيمى محل تقدير من الجميع من أهله وزملائه فى الدراسة والعمل على السواء0
وقد تدرج فى وظائف الداخلية بسمعة سيرته الطيبة ومسيرته الحميدة حتى وصل إلى رتبة اللواء وكان قد اختير فترة من حياته الوظيفية للعمل بالحرس الجمهورى نقل بعدها إلى الأمين العام بالوزارة
ومن المشهور عنه أنه كان لايأخذ بأسلوب الوساطة فى العمل سواء لصالح الآخرين أو لصالح نفسه وهو موقف متميز يجعل صاحبه ملحوظاً على مستوى الرأى العام عموماً لما لهذه الوظائف من خصوصيات وصلاحيات تجلب لأصحابها كثيراً من الضغوط من العامة والخاصة والرؤساء والمسئولين على السواء 0
لكن اللواء محمد صادق خليفة غنيم كان طرازاً آخر من الرجال المحترمين ويردد أهله عنه واقعة مشهورة وهى أنه رفض أن يذهب مع ولده محمود إلى كلية الشرطة لتقديم أوراقه أو التوصية بقبوله والتوسط له كلواء شرطة مرموق دون عامة الناس
كما غلبه طبعه الدينى وأبان سلوكياته لدى العديد من أقاربه والمطلعين على حياته الخاصة فقد كان من قوام اليل والعباد إلا أن صرامته و حسمه لم تفرضا عليه الغلظه فى التعامل أو الخشونة فى السلوكيات والمواقف فقد كان يشتهر بالتواضع الشديد والبعد عن المظاهر رغم منصبه الرفيع لدرجة أنه كان يستقل السيارة المتجهة إلى موطنة " بنى غنيم " بالنفر كأى راكب عادى رافضاً تسخيرها لشخصه شأن العديد من الضباط ورغم ثرائه الشديد فكان يستخدم لتنقلاته فى القاهرة سيارة قديمة كان زاهداً ونورانياً لم تلحقه شبهة الكبر ولا مشكلات الذات المتضخمة التى كثيراً ماجلبت الأحقاد الإجتماعية على أصحاب الظروف الأسرية المتكاملة إجتماعيا وإقتصاديا والأروقة الأصيلة والوظائف المرموقه
وبين الخيال الأسطورة يحكى أبناء بنى غنيم عن أحداث كبيرهم اللواء محمد صادق أشياء قيمة عجيبة فقد حدث أن استشاره مدير عام الأمن ببنى سويف أن يفاضل بين اثنين من أقربائه تقدما لمنصب العمودية فأجابه على الفور دون النظر لأية اعتبارات غير شهادة الحق :-" ياسعادة الباشا المدير كلا الرجلين لايصلح لهذه الوظيفة " وصدق مدير عام الأمن القول وأغلق باب العمودية لمدة خمس سنوات كاملة حتى خروجه ــ أحمد صادق ــ على المعاش
كما حدث أن إجتمعت الأسرة والعديد من أبناء العائلات ذات العلاقة بها فى حشد كبير ضم رتلا ضخما من السيارات ويبدو أن هيبة الموكب أغرت شباب بنى غنيم بتحطيم قواعد وتعليمات المرور فنزل اللواء محمد صادق من سيارته فوراً عند أقرب مركز لنقطة مرور وطلب تحرير مخالفات عاجله لكل المتجاوزين 0

الربوة العالية.. و"الفانوس" المضيء

كان يعلن عن ديوان سعادنة علي غنيم
لأستقبال الأضياف والغرباء


رغم أن المبني والمنشأة المعمارية عموما والتي تمثلت في المعبد والساحة ومخازن الغلال وقلاع الحرب هي من منشآت المجتمع الحضري الزراعي بمصر المحروسة بالدرجة الأولي إلا أنها دخلت ثقافة القبائل العربية الموروثة بشكل حاشد ومتزايد
وترتفع أهمية هذا الاتجاه والتحول في مشاهدات ورصد التغييرات السلوكية فيما يختص بمنشأة الإقامة ومعمار السكن الأسري للقبائل الوافدة عموما فالعرب كانوا لا يجدون بديلا جاذبا ومنطقيا يمنعهم من طغيان العادة المتوارثة في سكني الخيمة التي ربطوا حياتهم تاريخيا علي خصوصياتها وإمكانياتها وقد وصل الأمر مع بعض أفراد القبائل التي زاحمها العمران الزاحف إلي إعتبار الإقامة من غيرها من المباني المنشأة من الحجر والحصي والطوب وغيره عيباً وعاراً ترتد معه تقاليد القبيلة إلي الخلف فالخيمة كانت رمزاً للصمود مع البيئة الأصل .
- إلا أن هذا الفكر القديم تقهقر تماماً مع إندماج الأروقة العربية بثقافتها وإضطرار الفكر البيئي إلي الأخذ بالأساليب الحضارية للعيش وإختيار مفردات حضارية تخدم فكرة ورمز التماسك الأسري القبلي وتحشد أسبابه لجمع العصبيات وتقوية وحدات الفروع والبطون والأنساب .
- لذلك أهتم العرب عموماً في كافة أماكن النزول الحضارية والكروية بديوان أو –نزل- الأسرة المعادل لخيمة رئيس القبيلة القديمة وأصبح بناء الديوان من الوجاهة الإجتماعية أيضا وكان الديوان في معظم منشأته يتكون من مكان فسيح ومتسع يكفي لأستقبال الأسرة "القبيلة" وضيوفهم كما تعددت حجراته حسب إمكانيات كل جماعة وعائلة وكانت تلحق به تجهيزات المعيشة من حمامات وأماكن للإستراحه والنوم ماكان ذلك في الأمكان
- شيخ العرب علي غنيم الكبير لم يشذ عن هذه الإتجاهات الجديدة لكنه دعمها بشدة وسمح له ثرائه الواسع ببناء ديوان حديث حشد له طائفة من البنائين والنجارين و"المبيضين"المهرة وكانت شهرة نزل أو ديوان علي غنيم كبيرة ومعروفة .
- فكر الديوان ورمزه يتكرر في قمن العروس لدي عرب "فزاره" أصحاب التاريخ الضارب في الإروقة العربية وأيضا عرب الشرفاء والضعفاء بكفر أبجيج القرية المجاورة
- ويعود بناء هذا الديوان إلي تاريخ يقارب بدايات القرن الثامن عشر ذاته – فقد تأكدت الروايات علي علاقة الزعيم أحمد عرابي بعاهله الكبير علي غنيم وقد صادف وفود عرابي لأعمال كوبري قشيشة وهو في رتبة "القائمقام" التي نالها عام 1860 وسرح بعدها من الجيش للأعمال المدنية بشكل مؤقت ومن المؤكد أن الديوان كان قد تم بنائه قبل ذلك بفترة كبيرة .
- وقد أختار شيخ العرب علي غنيم ربوة عالية علي أرض قريته المتاخمة لقمن العروس لبناء ديوانه المتسع الفسيح .
- أما منشآت الديوان فتبتدرها
ساحة فسيحة متسعة لظروف المناسبات المتكررة وإمتصاص زحام مواعيد العرب ولإستخدامها كإمتداد طبيعي لتكدس الزوار في مناسبات العزاء والأفراح كما يتقدم الديوان واجهة متسعة بعرض المبني ذاته تقوم عليها مجموعة من الأعمدة الخشبية الدقيقة تصلها عقود من الخشب المسكي الذي تشكل علي هيئة زخارف هادئة ومتكررة في رصانة حفظة متانتها طوال هذه الفترة تكون "فراندة" واسعة تكفي لجماعة ليست بالقليلة .
- أما مبني الديوان ذاته فيقود مدخله إلي صالة متسعة تلي "الفراندة " مباشرة وعلي الأجناب من اليمين واليسار غرفتان كبيرتان للإستقبال – بعدها تتكرر غرف المبني- ومكان الخدمة والحمامات .
- وقد عمد القدماء عموما إلي فرش وتجهيز الدواوين "بالدكك" الطويلة والممتدة والمفروشة بالكليم ومساند من الحشي المتماسك الذي يقاوم الأستخدام لأكبر فترة ممكنة – وقد روعي في الديوان أرتفاع حوائطه ألي الأمطار الخمسة والأمتداد نوافذه إلي أعلا لتحقيق أكبر قدر من الإضاءه والتهوية أما حوائطه فهي من الطوب الأحمر والحجر ويقارب عرضها المتر الكامل 0
- الديوان في فكر قبائل السعادنة شأنهم شأن قبائل العرب لم ينسي أداب وتقاليد خيمة رئيس القبيل- أنه ملتقي المناسبات ومكان موائد الكرم وأستقبال الضيوف والإحتفاء بالغرباء – لذلك اختار شيخ العرب علي غنيم مؤسس القرية لبنائه أعلا مكان علي أرضها وكان يعرف بأسم "فوق الكوم" ووضع أمامه فانوساً كبيراً تبدو إضاءته واضحة وسط دهمت ليل – ليرشد الزوار والسائلين عموماً ويمدوهم بالدفىء والمأوي 0
- وقد سقف الديوان بالعروق التي تستكين علي كمر الخشب في بعض أجنابه للسماح بأستمرار الأتساع كما أعتني صناعي أبوابه وشبابيكه بالأتساع ودقت التنفيذ فهو الواجهة المعمارية لوجاهة الأسرة الأجتماعية هكذا شاءت ثقافتهم 0
- وشهد بناء الديوان تنافس أبناء علي غنيم وبني عمومتهم بشكل حافل ويؤكد كبار السن في الأسرة حاليا أن عشرات من المشهود لهم بالصلاح والتقوي كانوا يسرون علي الأستمرار في البناء – لعلمهم أنه سيكون نادي للضيوف والغرباء والأسرة وأبناء العمومة من كل مكان 0.
- كانت ظروف فيضان النيل تحدث غرقا وقتها موسميا يفرض البناء في الأماكن العالية عموما – كما كان الفيضان يقطع الأتصال والحركة لفترة ليست بالقليل حتي إنحسار النهر لذلك أعتمدت حركة الأتصال والزوار علي المراكب الشراعية والقوارب – وكان الضيوف والغراباء يقصدون دواوين العائلات – وكان العرب يسمون ديوانهم "بالنزل أي مكان النزول للقادرين – وكان ضيافة وقت الفيضان إنقاذا للحياة الإجتماعية والإقتصادية من الشلل والإنقطاع 0
- وحفل "نزل السعادنة" بإستقبال القادمين بالمراكب كما حفل بإستقبال القادمين بعد إنحسار النهر – فقد كان الفانوس والكوم العالي هو نداء الكرم وحسن الإستقبال بشكل دائم ومتواصل .
- وقد أصطنعت فروع العائلة نظاما لإستقبال 0
- النزل يقوم علي توزيع المسئوليات اليومية لضيافة علي البيوتات في العائلة فكانوا يقسمون مسئولية الضيافة في إطار برنامج دقيق وحازم – وكان الفانوس المضىء هو المرشد والهادي علي ربوته العالية 0
- وهذا الديوان هو الذي إستخدمه عاهل بني غنيم الكبير علي غنيم في جمع شمل قبيلته وقضاء مصالح أسرته كما أستخدمه ولده خليفة علي غنيم في أدارة شئون سعادنة العرب في مصر المحروسة – كما أستضاف أيضا كثيرا من عمال ومنفذي كبري قشيشة تحت وأشراف أحمد عرابي الذي كان له قصص مشهورة يرويها أحفاد علي غنيم ولا يملون تكرار شرف روايتها 0