بين النيل والسكة الحديد كانت قصة الواسطى
لاتمل دراسات الجغرافيا من وضع سيناريو على أساس علمى لقصة المكان كما أن الميادين التطبيقية عموما تسابقت منذ الستينات لتسخير دراساتها لأهداف تخطيطية حضرية و أقليمية 0قصة الواسطى ــ المكان ــ يحلو لكبار السن من أبنائها أن يعاودوا روايتها بما يشبه الأحاجى عن جدودهم .. كما تتباعد الروايات لتربط المكان بإمتدادتها الحالية فى جزيرة المساعدة وحتى زاوية المصلوب اللتان ضمتا لها مؤخراً لكن نسق الرويات يتشابه فى كثير من تفاصيله 0لكن علوم الجغرافيا تؤكد أن المكان عموما بتواجده البشرى الذى وصل إلى حجم القرية أو المدينة يتبع قواعد راسخة ترتبط بشخصية وطبيعة الأنسان ذاته وحاجاته الأساسية وفرصته فى الرزق والحياه والأمن 0وقصة الواسطى لاتخرج عن هذه الأستراتيجية التى تعمل بألية تدار فى طبيعة الكون الجغرافى كله .. فقد كان للمياه قديما أُثرها الواضح كما يؤكد الدكتور أحمد البدوى الشريف أستاذ الخرائط بأداب القاهرة فى بحثه حول التباعد والهيراركية الحجمية لمدن محافظة بنى سويف00 أنه كان للمياه قديما أُثرها الواضح فى ظهور المواقع التى احتلتها المحلات العمرانية منذ أقدم العصور بالإضافة إلى التوسع فى إنشاء شبكات خطوط السكك الحديدية مما كان له أثره الواضح فى تبلور بعض المواقع التى ظهرت كعواصم إدارية لمراكز مختلفة 0والواسطى واحدة من هذه النماذج التى عمل النيل وشبكة المواصلات الحديدية المتمثلة فى سكة حديد الواسطى على بلورة حياة مجتمعاتها القديمة والحديثة وبلورة كيانها الأول ولاتزال معظم مساكن الواسطى القديمة وحتى العديد من أسرها تنحدر إلى أصول خارجية من مدن وقرى مجاورة لجدود وأباء كانوا يعملون فى محطة السكة الحديد بالواسطى كمؤسسة مواصلات مركزية فى بنىسويف 0المسرح الجغرافى لأرض مدينة الواسطى الحالى ..نموذج لشرائط و مواصفات ميلاد المدينة أو المجتمع المستقر الكبير فقد أعدت الجغرافيا المنطقة بأمتياز سواء فى استواء السطح وفرص الإرساب النهرى القديمة التى هيأت للسكان فرصة الحصول على طعامهم ورزقهم ..وأنتظمت الواسطى فى القانون العام للعمران حيث انتشرت كمحل عمرانى فسرعان مااكتسبت صفة الحضر خاصة بعد أن دخلت المواصلات النهرية ثم السكة الحديد كعوامل جذب للعمالة والإقامة فتركزت بها النشاطات والخدمات مما جعلها أكثر نمواً من غيرها من المحلات الأخرى كما أن المسرح الجغرافى لمدينة الواسطى والذى تشاركه فيه منذ أنشائها مدن آخرى مثل بنى سويف والفشن ــ وهو الموقع المباشر على ترعة الابراهيمية ــ قد حقق لها أقصى الدراجات من المتطلبات الضرورية للعيش عن طريق الزراعة بجانب مايتمتع به المكان من ميزة سهولة التواصل والأمن ووجود الجماعة المستقرة وهو مايؤكد أن المسرح الجغرافى للواسطى والذى قامت عليه المدينة الحالية يعد فى ذاته أنعكاسا لقيمة هذا الموقع حيث ورثته المدينة كمكان متميز بالدرجة الأولى حقق لها فوق ماحققه ميزة أنها طريق هام للتجارة من المحلات المجاورة بجانب أنها مركز تسويقى لإنتاج مجتمعاتها المحلية 0وفى إطار بديهيات علوم الجغرافيا التى أكدت أبحاثها يأتى عامل توطن الصناعات والحرف كعامل رئيسى لجذب الأيدى العاملة من المناطق الريفية المجاورة ليعطى تراكما سكانيا وكثافة مستمرة لمدينة الواسطى فقد كانت الزراعة على الأرض البراح الحمالة بالغرين منذ الآف السنين بجانب رعاية الرزق القادم من عمر النهر ومتطليات مهنة الصيد وتجارة الأسماك وماتقوم عليها هذه النشاطات من نشاطات أخرى بجانب عمالة السكة الحديد الوظيفية والحراك الأقتصادى والإجتماعى جاءت الصناعات التى لاتزال هامشها محدود فى مدن بنى سويف عموماً ليعطى الواسطى ميزة الجذب السكانى لمجموعة من الصناعات المحدودة فى ورش كوم أبوراضى ومشروعات المنطقة الصناعية بصحراء الواسطى0 كما لايزال التنامى التجارى يحدث حراكا متصاعدا لأسواق الواسطى كأسواق تجارية أساسية تحتفظ بميزة المركز التسويقى لكثير من المحلات الجغرافية المجاورة على أطراف الجيزة والفيوم والقرى المجاورة وهو ما هيئ وجود قطاع تجارى يمثل أقتصاداً راسخاً ومتصاعداً بالمركز وقاعدته المدينة كما أن قرب الواسطى من القاهرة الكبرى (80 كم ) أغرى الكثيرين بنقل أنشطتهم المهنية والحرفية والتجارية إليها مما جعل المنطقة مركزاً لتقديم الخدمات المتكاملة للنازحين من أبناءها أو القادمين من خارجها على السواء 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق