الخميس، 25 مارس 2010

مدينة الواسطي .. الإسم .. والمسمي
مع إنطلاق ثورة يوليو 1952 كان البكباشي جمال عبد الناصر يستقل قطار الرحمة الذي سيره الضباط الأحرار لزيارة مديريات مصر لتتعرف عليهم الجماهيرويثبتوا أركان حركتهم الثورية شعبياً 0وعند محطة الواسطي داعب عبد الناصر رفيقة الصاغ عبد الحكيم عامر وهو يشير إلي اللافتة التي تتقدم محطة الواسطي – ومثبت عليها أسم " الواسطي" قائلاً: يا عبد الحكيم البلد دي لازم نلغيها – وضحك الرجلان 0كان عبد الناصر يشير إلي شعارات الثورة المتدافعة في إلغاء المحسوبيات والرشاوى والواسطة والفساد – وأصطنع من أسم الواسطي هذه النكتة لأن الزعيم الشاب والذي كان خطيباً ومثقفاً يعلم أن ما كان يعنيه هو "الواسطة" بمعني التدخل لتضيع الحقوق والانتفاع بالارتشاء – وليس المسمي الشعبي "الواسطي" فالأسماء عادة لا تؤول ..إلا إن أسم المدينة عاصمة المركز كانت له رحلة مع الاسم والمسمي .. فتؤكد العديد من المراجع المعتمدة أن قاعدة مركز الواسطي في الأصل الجغرافي كانت بلدة قديمة اسمها الأصلي "جزيرة الوسطا" وقد تسبب انحدار الماء بشدة وجريان النيل بنشاط في الناحية الشرقية من مجراه أن بعدت هذه الجزيرة عن الشاطئ الشرقي من النيل .. واقتربت بشكل بطئ ومتوالي من الشاطئ الغربي حتى اتصلت به واندمجت مع سطحه- ويؤكد هذه التفاسير ما ورد عنها في كتاب وصف السلطان قنصوه الغوري المحرر في عام 911 هجرياً حيث أثبتها الكتاب المذكور باسم " الواسطي" من أعمال الجيزية – مما يؤكد تبعيتها وقتها لأقاليم الجيزة - محافظة الجيزة حالياً - كما أثبتتها المراجع التاريخية الصادرة عام 1320 هجرية باسم "الوسطا" وهو أصح هذه المسميات وأرجحها في الصحة - وقد تناقل الاسم بعوامل الحذف والإضافة – شأن كافة التركيبات اللغوية والعديد من طوفان الكلمات المتعددة – فكان أسمها علي لسان العامة "الواسطي" التي حركت الابتسامة المشتركة للثائرين الشابين جمال عبد الناصر و عبد الحكيم عامر تراهما يقيمان الدنيا ويقعدانها ضد المحسوبية و "الواسطة" بمعني الوساطة – ليفاجئهما اسمها الشعبي ( الواسطي ) علي محطة مدخل رحلتهما إلي الصعيد- ومنذ أول يناير عام 1886 أصبحت المدينة قاعدة لمركز الواسطي الحالي - وكان الوالي محمد علي مؤسس مصر الحديث – قد أمر عام 1833 ميلادية بتقسيم القطر المصري كله 14 مديرية – وكانت المديرية تشبه في نظامها الإداري نظام المحافظات الحالي وتضم مجموعة من المراكز الإدارية وقد عرفت المديرية العاشرة في هذا النظام باسم مديرية "نصف أول واسطي " وقاعدتها مدينة بني سويف - ولم يلبس عام 1854 ميلادية أن شاهد تحولاً إدارياً جديداً عبر عن فكر واحتياجات هذه المرحلة حيث تم تقسيم مديرية بني سويف الأقاليم الوسطي إلي قسمين – عرف القسم البحري منهما باسم مديرية بني سويف وقاعدتها مدينة بني سويف - وبانطلاق ثورة يوليو عام 1952 شهدت مديرية بني سويف تحولاً جديداً حيث استبدلت أسم المديرية والتي كان مدير عام الأمن رئيسها الإداري وقتها باسم المحافظة ويرأسها المحافظ وأصبحت محافظة بني سويف تتكون من ثلاثة مراكز أساسية هي مركز بني سويف ومركز ببا ومركز الزاوية "الواسطي" - أما مركز الزاوية " الواسطي " فقد صدر قرار أنشاؤه عام 1844 ميلادية باسم قسم الزواية وكان مقره قرية زواية المصلوب التي تم ضمها إدارياً مؤخراً إلي مدينة الواسطي ليصبح واحد من أحيائها الإدارية الحالية – وكان مركز الزاوية "الواسطي" وقت إنشائه يشمل بلاد من قسم بني سويف - ولقد شهدت قرى المنطقة تبعيتها لمركز الزاوية "الواسطي"وتعاملها الإداري علي أرض زاوية المصلوب الحالية حتى عام 1886 حيث نقل المركز إلي بلدة الواسطي مع بقاء أسمه القديم "مركز الزاوية" "الواسطي"- وفي الثالث من ديسمبر عام 1889 أصدر وزير الداخلية منشوراً خاص بتعديل الأوضاع الإدارية في مركز الزاوية "الواسطي" باسم مركز الزاوية اعتباراً من أول من يناير سنة 1890 ميلادية – إلا أن وزير الداخلية أصدر قراراً بعدها في العشرين من فبراير 1896 ميلادية بتسمية مركز الزاوية إلي مركز " الواسطي " لوجوده بها 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق