الخميس، 25 مارس 2010

الواسطي رحلة من ضمير التاريخ .. إلي بوابة الحداثة
مدينة الواسطي هى عاصمة مركز الواسطي بوابة بني سويف الشمالية وحدودها مع القاهرة الكبرى – وهي واحده من عواصم الروح في كل العصور مع مسيرة التاريخ منذ فجره الباكر .ضمها أوزوريس إلي أرضه المقدسة في أبو صير الملق .. وبني بأرضها صرح خلوده سنفرو في أول روائع تاريخ معجزات الخلود - هرم ميدوم - وترك مهندسوه العظام معجزاتهم الهندسية في معابدها الباقية والمطمورة والدراسة .أعجب بها التاريخ في جبانة أبوصير ومنحها 120 فدان كاملة لدفن أسرتين كاملتين لاتزال مفاجآت الفراعنة تنطلق من أرضها ولاتزال متاحف مصر والعالم تكتب أسم قراها وصحاريها وملوكها وفراعينها .قدمت شهداء المسيحية الأوائل في وجود سيوف الرومان وظلمهم الباطش العنيد في دير الميمون وأعطتهم أعناق رهبانها وناالقس و قمن العروس والميمون وكفر إبجيج و أفوه كما رأست العديد من الكنائس المصرية من كرس كنيسة ماري جرجس في صحراء أبوصير – واستضافت مروان بن محمد في انطلاقته إلي صعيد مصر أمام تدافع العباسيين ولاتزال عظامه مع نهاية تاريخ أسرته العريقة في ثراها إلي الآن كما قدمت لدنيا كلها فكرة الدير وفلسفته وبرامج عباداته وأوراد عباده من ضمير أنطونيوس بن قمن العروس .كما أعطت مصر مؤسس الهيئة الإنجيلية الأول وفيلسوفها .ومع سطوع نور الإسلام علي ثوبها الرائع وقلبها الرائق الشفيف اختضنت رمالها في أبوصير الملق اثواب رسول الله صلي الله عليه وسلم حينا خبأها خادم مروان بن محمد أخر حكام الأمويين علي أمل أن ينجو بها ويهرب إلي الحجاز أو فجاج الأرض الواسعة وختم ترابها أخر الفصول السياسية لدولة بني أمية بموت مروان بن محمد ودفنه في ترابها .. كما ضمت جثمان أعظم الوزراء والأدباء في تاريخ اللغة العربية وهو عبد الحميد الكاتب وزير مروان الذي لايزال قبره لغزاً في عمق بلورة الأسرار لم يكتشفه أحد أو يتعرف عليه حتى الآن !!كما فتحت للدنيا أعظم المادحين لسيد المرسلين صلي الل ه عليه وسلم الأمام البوصيري الذي لا يخلو يوم واحد من زمان الأرض دون أن يتلوا أبياته العباد والمحبين اللاهجين بالصلاة والسلام علي سيد العالمين وخاتم المرسلين وعلي كرسي الشافعية الثاني الشاهق العظيم جلس أبو يعقوب البويطي بعد أن أوصي به الأمام الشافعي أماماً لمذهبه من بعضه دون مئات الألوف من أتباعه – كما منحت مصر الإسلام ولدها الأمام الأطوابي بروائعه وإبداعاته في تقديم علوم الدين ورأست كرس التصوف للطائفة الجنيدية العريقة ولم تزل في الميمون 0وفي عصرنا الحديث ساهمت الواسطي الفكر والوجدان والثقافة في صياغة الروح المصرية الواعية مع إبداعات أبي الرواية العربية عثمان جلال من ونا القس وابدعت مئات الشعراء وعلي رأسهم الشاعر محمد توفيق رفيق وشاعر النيل حافظ إبراهيم في الإبداع 0كما قدمت للوطنية المصرية علي امتداد مسيرتها فرسان الثورة ومقاتليها مع عرابي في التل الكبير يحملون المال والقتال والسلاح .. وأعطت ثورة 1919 في بني سويف أقوي أحداثها التي هزت تاج الدولة البريطانية وعرشها التي لا تغرب عنه الشمس علي محطة الواسطي التي سجلتها وثائق السفارة البريطانية بالقاهرة ووثائق خارجيتها في لندن بالنار والنور !!كما جندت كتيبة رائعة من الأبطال لم يمل التاريخ من ذكرهم .. الجنيدي .. ومصطفي الوكيل الذي وحد العرب في أوربا والعالم وراضي و حسن يس والريدى 0وأعطت ثورة يوليو منفذها الأول ومطلق ماردها يوسف صديق .. من زاوية المصلوب وعبد المجيد فريد من قمن العروس 0 كما وهبت مصر مسيرة ضخمة من الوزراء اللامعين من الميمون وكوم أبو راضي وميدوم وقمن العروس وغيرها من قري المركز بجانب العشرات من المفكرين والمبدعين والفنانين ورجال الفكر والاعلام بالأذاعة والتليفزيون المصري والعربي والعالمي 0الواسطي بلورة الأسرار وأم القرى ذات الشأن في تاريخ مصر القديمة – هي ذاتها التي تملك علي مستوى التاريخ والجغرافيا حركة الحياة وطبيعة المكان وعناصر الأرض وعديد من المقومات النادرة التي تجعلها المدينة الواعدة للمستقبل ووادي التنمية والاستثمار كما كانت في الماضي المدينة الواعدة لكل عصور التاريخ 0وتمتلك الواسطي كنوز بكراً من الموارد الأرضية والمائية والتاريخية والبشرية والاستثمارية عموماً في صحاريها وأرضها البراح ونيلها المتسع وأصالة شعبها ذي التقاليد العريقة والموروثات الثقافية التي تتصف بالأصالة وتاريخها النضالي وأحلامها في المناطق الصناعية الجديدة التي تؤهلها مع امتداد مصانع كوم أبو راضي لأن تكون قاعدة لانطلاق الصناعة كما كانت قاعدة لانطلاق التاريخ وهذا ما يحاوله المخطط القومي والمحلي رغم محدودية الإمكانيات والفكر التخطيطي أيضاً 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق