الخميس، 4 فبراير 2010

اللواء محمد صادق ..ابن بنى غنيم

حياة حافلة من الانضباط الامنى والاجتماعى
واحياء عجيب لسيرة السلف الصالح من رجال شرطة

هل ورث اللواء محمد صادق خليفة على غنيم انضباط جده الكبير على غنيم؟ وأعجب بشكل شخصى بصرامة ومسئولية جده خليفة على غنيم عمدة عرب السعادنة مسئول فرض أحكام العدل والقضاء العرفى بين قبائل السعادنة أم هى طبيعة الجندى الشهم المسئول عن ضبط إيقاع الحياه وكفالتها فى إطار من سياج القانون والشرعية !!
هذه التساؤلات لم تكن من عندياتنا لكنها كثيراً ما كانت تتردد أو حتى بعضها على سبيل التحديد على مجتمع وأهل اللواء محمد صادق مساعد وزير الداخلية الأسبق 0
كان الرجل واحداً من أعلام السعادنة فى تاريخهم على أرض بنى غنيم والسعادنة عموماً كما كان محل ثقة العديد من وزراء الداخلية المشهود لهم بالمسئولية والإنضباط ومنهم الوزير الأسبق محمد عبد الحليم موسى الذى كان محلاً لثقته وكثيراً ماكان يلجأ لمشورته وكان موسى بالمناسبة يطلق عليه الشعب المصرى " شيخ العرب "
عاش الرجل عمراً طويلاً مباركاً وصل إلى السبعين عام كاملة تنقل خلالها ومنذ تخرجه فى مواقع أمنية عديدة بوزارة الداخلية حتى رتبة اللواء ومساعد الوزير
وقد عرف منذ شبابه الباكر وهو طالب بالثانوى بكلية الشرطة وضابطاً برتبة ملازم ثانى بالأخلاق العالية والأنفة والنزوع الشديد إلى الحق قولاً وعملاً كما كان طبعه الدينى وسلوكه القيمى محل تقدير من الجميع من أهله وزملائه فى الدراسة والعمل على السواء0
وقد تدرج فى وظائف الداخلية بسمعة سيرته الطيبة ومسيرته الحميدة حتى وصل إلى رتبة اللواء وكان قد اختير فترة من حياته الوظيفية للعمل بالحرس الجمهورى نقل بعدها إلى الأمين العام بالوزارة
ومن المشهور عنه أنه كان لايأخذ بأسلوب الوساطة فى العمل سواء لصالح الآخرين أو لصالح نفسه وهو موقف متميز يجعل صاحبه ملحوظاً على مستوى الرأى العام عموماً لما لهذه الوظائف من خصوصيات وصلاحيات تجلب لأصحابها كثيراً من الضغوط من العامة والخاصة والرؤساء والمسئولين على السواء 0
لكن اللواء محمد صادق خليفة غنيم كان طرازاً آخر من الرجال المحترمين ويردد أهله عنه واقعة مشهورة وهى أنه رفض أن يذهب مع ولده محمود إلى كلية الشرطة لتقديم أوراقه أو التوصية بقبوله والتوسط له كلواء شرطة مرموق دون عامة الناس
كما غلبه طبعه الدينى وأبان سلوكياته لدى العديد من أقاربه والمطلعين على حياته الخاصة فقد كان من قوام اليل والعباد إلا أن صرامته و حسمه لم تفرضا عليه الغلظه فى التعامل أو الخشونة فى السلوكيات والمواقف فقد كان يشتهر بالتواضع الشديد والبعد عن المظاهر رغم منصبه الرفيع لدرجة أنه كان يستقل السيارة المتجهة إلى موطنة " بنى غنيم " بالنفر كأى راكب عادى رافضاً تسخيرها لشخصه شأن العديد من الضباط ورغم ثرائه الشديد فكان يستخدم لتنقلاته فى القاهرة سيارة قديمة كان زاهداً ونورانياً لم تلحقه شبهة الكبر ولا مشكلات الذات المتضخمة التى كثيراً ماجلبت الأحقاد الإجتماعية على أصحاب الظروف الأسرية المتكاملة إجتماعيا وإقتصاديا والأروقة الأصيلة والوظائف المرموقه
وبين الخيال الأسطورة يحكى أبناء بنى غنيم عن أحداث كبيرهم اللواء محمد صادق أشياء قيمة عجيبة فقد حدث أن استشاره مدير عام الأمن ببنى سويف أن يفاضل بين اثنين من أقربائه تقدما لمنصب العمودية فأجابه على الفور دون النظر لأية اعتبارات غير شهادة الحق :-" ياسعادة الباشا المدير كلا الرجلين لايصلح لهذه الوظيفة " وصدق مدير عام الأمن القول وأغلق باب العمودية لمدة خمس سنوات كاملة حتى خروجه ــ أحمد صادق ــ على المعاش
كما حدث أن إجتمعت الأسرة والعديد من أبناء العائلات ذات العلاقة بها فى حشد كبير ضم رتلا ضخما من السيارات ويبدو أن هيبة الموكب أغرت شباب بنى غنيم بتحطيم قواعد وتعليمات المرور فنزل اللواء محمد صادق من سيارته فوراً عند أقرب مركز لنقطة مرور وطلب تحرير مخالفات عاجله لكل المتجاوزين 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق