حفلت الرحلة المتأخرة فى القرن التاسع عشر بقصص قيمية وأخلاقية عالية وحاشدة يحفظها عرب السعادنة عن رجالهم وكبرائهم
وكان من طبيعة ثقافة المرحلة أن يكون للقبيلة رئيس أدبى كبير يمثل الرمز الذى يصون ويحفظ خبرات العرب المتراكمة فى التماسك ويجعل من وجودهم هيئة إجتماعية قوية ونسيج انسانى متماسك لذلك كان رئيس القبيلة وكبيرها فى قديم أيام المجتمع البدوى وحتى المجتمع الحضرى فى صحروات العرب التى كانت لاتعدم حواضرهم المشهورة هذا الرمز وكان الجميع يحافظون على وجوده ويفرضون سلطاته على أنفسهم اختيارا لدرجة وصلت معها هذه السلطات التنفيذية والادارية إلى درجة الاختصاص بقرار الحرب على القبائل الاخرى 0
إلا أن استقرار الأصول العربية فى البلاد بعد وفودهم مع الفاتح العظيم عمرو بن العاص وحتى قبل هذه المرحلة مع رحلات الهجرة المتوالية إلى مصر الخضراء جعل هذه العشائر والأنساب تختلط وتذوب بعضها فى النسيج الإجتماعى والقومى العام بل واكتسبت ثقافتها البدوية وتقاليد مجتمعات البيئات الصحراوية " محلية " مصرية جديدة لكن فكر " التماسك " ومتطلبات " تكتيكات " الحفاظ على القوة العصبية والعرقية .. فرضت فى مصر نظاما خاصا ــ اصطلحت الأصول العربية على تسميته " بعمدة العرب "
وكان عمدة العرب رئيسا أدبيا وليس مسئولا إداريا " كعمدة البلد " لذلك شاهدت قرية بنى غنيم أرض وفادة السعادنة من أبناء على غنيم التقاء النظامين لخصوصيتها الجامعة لأكبر تجمع لعرب السعادنة وهو الأمر الذى هئ لها الاحتفاظ بمنصب " عمودية السعادنة " بجانب عمدة القرية الإدارى
شيخ العرب خليفة على غنيم اختاره سعادنة مصر كلها على أرض دلاته بنى سويف عمدة لهم وكان سعادنة مصر كما وصفهم المؤرخ " بوبير " فى كتابه وصف يقيمون فى بنى سويف فى قرى نزلة السعادنة بحاجر بنى سليمان ودنديل والبرج والدوالطة ودلاص والسيس وبنى عدى وابوصير وانفسط " منفسط القديمة " وقمن العروس بجانب سعادنة جزيرة النجد بقليوب ومحافظة القليوبية عموماً وضواحى القاهرة القديمة
الجد خليفة كما يسميه عرب السعادنة كان رجلا متديناً يمثل الطبع العام لوجدان سعادنة العرب عموما ويحفظ خصوصيات الدستور غير المكتوب الذى فرضه سلوكاً وعرفاً الشيخ على غنيم الكبير ــ التدين - التماسك الأسرى - قيم الضيافة ــ وقد تناثرت أخبار متعددة لأفراد القبيلة - الأسرة حاليا - أو القرية الآن تخلط رواياتها أفعالاً قيمية وأخلاقية عالية لكل من شيخ العرب خليفة على غنيم وسليل الأسرة والمعاصر الشيخ خليفة على على غنيم 0
إلا أن الروايات فى تعددها أكدت أن الرجل ذاته على أى الروايتين كان حازماً وحاسماً وأن حزمه وحسمه وصل إلى درجة الصرامة وعدم التسامح فيما يخص الجرائم التى تهدد التماسك الأسرى أو تبنى " العيب " الإجتماعى فى أبسط مظاهره وكان يعمد إلى نظام خاص للعقوبة مستخدما " التيلة " وهى نوع من السياط المجدولة من نسيج " التيل " القديم الذى كانت تنتشر زراعته فى القرى القديمة مثل دلاص وبنى عدى وأبوصير الملق
كما وكانت أحكام عقوباته تستدعى وجود " التيلة " بشكل دائم على أريكة التى تمثل كرسى العمودية بديوان السعادنة وكانت الأحكام يحددها بنفسه ويقوم بتنفيذها فى وقت واحد ــ فهناك خطأ تقتضى عقوبته الضرب ثلاث " تيلات " والأخر خمسة عشر وهكذا
كان هذا يحدث على المستوى الداخلى المحلى فى ولايته الأدبية على ابناء القرية القبيلة
أما قبائل عرب السعادنة فى إطار " عموديته " فكان له دور أكبر إتساعا فقد كان يعد قاضى قضاه قبائل السعادنة ومرجعهم القانونى بالجمهورية وكانت أحكامه مشغوفة بسلطة أدبية طاغية تجعل مخالفتها مهددة لها من الذات مع هذا النسق الثقافى المنحدر من فكر القبيلة والذى يقدس الرمز لعلاقته بوجود الكل واستمراره كما كان يختص بتحرير شهادات " الأصل العربى " كوثيقة هامة يصدرها عمدة العرب لأفراد قبيلته أو أسرته الحالية تشهد بأصوله العربية وكانت هذه الشهادات تعفى وقتها من أداء الخدمة العسكرية بجانب ترتيب الزيارات المتبادلة ووضع برنامجها السنوى لتوثيق الأوامر ووضع المقترحات المتعددة لذلك والتى قد تصل إلى الزواج المتبادل والحل والترحال والإقامة إذا اقتضت الظروف لذلك حفظ القرأن فى صباه وحرص على تحفيظه لأبنائه وبناته أيضا وشارك فى أحداث هامه منها بناء مسجد ضريح البشاتوه وترددت روايات عن زيارة الولى العارف الشيخ محمد زوين له وللعمدة " نايف " وأمره ببناء الضريح والمسجد وأنه أوقف من أرضه الزراعية للبناء منها ماهوموثق حاليا بممتلكات هيئة الاوقاف المصرية 0
وقد ترددت روايات كثيرة عن علاقته الشخصية بالزعيم احمد عرابى الذى قضى مرحلة من عمره تسبق الثورة العرابية فى المشاركة فى أعمال كوبرى قشيشة الشهير بعد أن تعرض لوشاية داخل الجيش أحالته إلى الأعمال المدنية لدرجة أن عرابى بعد رحيله للقاهرة حضر إلى بنى غنيم وشارك فى وضع حد لخلاف عائلى كبير كاد أن يحدث صداما بين السعادنة وبيت الصفراء شرق النيل لوجود نسب ومصاهرة بين الشيخ خليفة على وهذه الاسرة
كما ترددت روايات رفعها سعادنة بنى غنيم إلى درجة الخبر المؤكد أنه دفن بعد موته فى موقع هو الآن بجوار منبر وقبلة مسجد " البشاتوه " 0
وكان من طبيعة ثقافة المرحلة أن يكون للقبيلة رئيس أدبى كبير يمثل الرمز الذى يصون ويحفظ خبرات العرب المتراكمة فى التماسك ويجعل من وجودهم هيئة إجتماعية قوية ونسيج انسانى متماسك لذلك كان رئيس القبيلة وكبيرها فى قديم أيام المجتمع البدوى وحتى المجتمع الحضرى فى صحروات العرب التى كانت لاتعدم حواضرهم المشهورة هذا الرمز وكان الجميع يحافظون على وجوده ويفرضون سلطاته على أنفسهم اختيارا لدرجة وصلت معها هذه السلطات التنفيذية والادارية إلى درجة الاختصاص بقرار الحرب على القبائل الاخرى 0
إلا أن استقرار الأصول العربية فى البلاد بعد وفودهم مع الفاتح العظيم عمرو بن العاص وحتى قبل هذه المرحلة مع رحلات الهجرة المتوالية إلى مصر الخضراء جعل هذه العشائر والأنساب تختلط وتذوب بعضها فى النسيج الإجتماعى والقومى العام بل واكتسبت ثقافتها البدوية وتقاليد مجتمعات البيئات الصحراوية " محلية " مصرية جديدة لكن فكر " التماسك " ومتطلبات " تكتيكات " الحفاظ على القوة العصبية والعرقية .. فرضت فى مصر نظاما خاصا ــ اصطلحت الأصول العربية على تسميته " بعمدة العرب "
وكان عمدة العرب رئيسا أدبيا وليس مسئولا إداريا " كعمدة البلد " لذلك شاهدت قرية بنى غنيم أرض وفادة السعادنة من أبناء على غنيم التقاء النظامين لخصوصيتها الجامعة لأكبر تجمع لعرب السعادنة وهو الأمر الذى هئ لها الاحتفاظ بمنصب " عمودية السعادنة " بجانب عمدة القرية الإدارى
شيخ العرب خليفة على غنيم اختاره سعادنة مصر كلها على أرض دلاته بنى سويف عمدة لهم وكان سعادنة مصر كما وصفهم المؤرخ " بوبير " فى كتابه وصف يقيمون فى بنى سويف فى قرى نزلة السعادنة بحاجر بنى سليمان ودنديل والبرج والدوالطة ودلاص والسيس وبنى عدى وابوصير وانفسط " منفسط القديمة " وقمن العروس بجانب سعادنة جزيرة النجد بقليوب ومحافظة القليوبية عموماً وضواحى القاهرة القديمة
الجد خليفة كما يسميه عرب السعادنة كان رجلا متديناً يمثل الطبع العام لوجدان سعادنة العرب عموما ويحفظ خصوصيات الدستور غير المكتوب الذى فرضه سلوكاً وعرفاً الشيخ على غنيم الكبير ــ التدين - التماسك الأسرى - قيم الضيافة ــ وقد تناثرت أخبار متعددة لأفراد القبيلة - الأسرة حاليا - أو القرية الآن تخلط رواياتها أفعالاً قيمية وأخلاقية عالية لكل من شيخ العرب خليفة على غنيم وسليل الأسرة والمعاصر الشيخ خليفة على على غنيم 0
إلا أن الروايات فى تعددها أكدت أن الرجل ذاته على أى الروايتين كان حازماً وحاسماً وأن حزمه وحسمه وصل إلى درجة الصرامة وعدم التسامح فيما يخص الجرائم التى تهدد التماسك الأسرى أو تبنى " العيب " الإجتماعى فى أبسط مظاهره وكان يعمد إلى نظام خاص للعقوبة مستخدما " التيلة " وهى نوع من السياط المجدولة من نسيج " التيل " القديم الذى كانت تنتشر زراعته فى القرى القديمة مثل دلاص وبنى عدى وأبوصير الملق
كما وكانت أحكام عقوباته تستدعى وجود " التيلة " بشكل دائم على أريكة التى تمثل كرسى العمودية بديوان السعادنة وكانت الأحكام يحددها بنفسه ويقوم بتنفيذها فى وقت واحد ــ فهناك خطأ تقتضى عقوبته الضرب ثلاث " تيلات " والأخر خمسة عشر وهكذا
كان هذا يحدث على المستوى الداخلى المحلى فى ولايته الأدبية على ابناء القرية القبيلة
أما قبائل عرب السعادنة فى إطار " عموديته " فكان له دور أكبر إتساعا فقد كان يعد قاضى قضاه قبائل السعادنة ومرجعهم القانونى بالجمهورية وكانت أحكامه مشغوفة بسلطة أدبية طاغية تجعل مخالفتها مهددة لها من الذات مع هذا النسق الثقافى المنحدر من فكر القبيلة والذى يقدس الرمز لعلاقته بوجود الكل واستمراره كما كان يختص بتحرير شهادات " الأصل العربى " كوثيقة هامة يصدرها عمدة العرب لأفراد قبيلته أو أسرته الحالية تشهد بأصوله العربية وكانت هذه الشهادات تعفى وقتها من أداء الخدمة العسكرية بجانب ترتيب الزيارات المتبادلة ووضع برنامجها السنوى لتوثيق الأوامر ووضع المقترحات المتعددة لذلك والتى قد تصل إلى الزواج المتبادل والحل والترحال والإقامة إذا اقتضت الظروف لذلك حفظ القرأن فى صباه وحرص على تحفيظه لأبنائه وبناته أيضا وشارك فى أحداث هامه منها بناء مسجد ضريح البشاتوه وترددت روايات عن زيارة الولى العارف الشيخ محمد زوين له وللعمدة " نايف " وأمره ببناء الضريح والمسجد وأنه أوقف من أرضه الزراعية للبناء منها ماهوموثق حاليا بممتلكات هيئة الاوقاف المصرية 0
وقد ترددت روايات كثيرة عن علاقته الشخصية بالزعيم احمد عرابى الذى قضى مرحلة من عمره تسبق الثورة العرابية فى المشاركة فى أعمال كوبرى قشيشة الشهير بعد أن تعرض لوشاية داخل الجيش أحالته إلى الأعمال المدنية لدرجة أن عرابى بعد رحيله للقاهرة حضر إلى بنى غنيم وشارك فى وضع حد لخلاف عائلى كبير كاد أن يحدث صداما بين السعادنة وبيت الصفراء شرق النيل لوجود نسب ومصاهرة بين الشيخ خليفة على وهذه الاسرة
كما ترددت روايات رفعها سعادنة بنى غنيم إلى درجة الخبر المؤكد أنه دفن بعد موته فى موقع هو الآن بجوار منبر وقبلة مسجد " البشاتوه " 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق