الثلاثاء، 13 أبريل 2010

مبنى محكمة بنى سويف
عبقرية المكان توجب علينا أحترام هذا المبنى حيث نسجل له تاريخه فيما هو أهله قبل أن نندفع مع الزعيرى إلى شارع الرياضى مكان الأحداث الجسام شهدت عبقرية المكان محكمة بنى سو يف كأرض للثورة فقبلها فى 12 مارس أعلن المحامون رفضهم الترافع أمام القاضى الأنجليزى إلا محامى واحد تجمع حوله زملاؤه واشبعوه لوماً وتقريعاً بنى سويف الرأى العام كانت تضع سمها على مبنى المحكمة ولم تلبث التجمعات الوافدة أن أصبحت تجمعاً غفيراً يحيون المحاميين المصرين ويتوعدون زميلهم السلبى البارد 0
القاضى الأنجليزى وقتها كان يدعى tawwaf(طواف) ولم يكن هذا أسمه الأصلى لكنه كان يتخفى خلفه وكان هروبه المشين من الباب الخلفى الشهير والمجهول على السواء طواف وصف نفسه بالغباء هكذا قال فى مذكراته لأنه أثار حفيظة الثوار فى مبتدى الأمر حيث نظر إليهم من شرفة المحكمة فأشاروا إليه فتراجع فأقتحموا المحكمة وحطموا النوافذ وأوقفوا الموظفين عن العمل وهددوهم بالضرب طواف قال واصفاً الأحداث (فى ذيل هذه المظاهرة حضرت كتيبة هائلة من الفلاحيين فى أردية بيضاء قوامها ثلاثمائة إلى خمسمائة فلاح يحملون النبابيت فى أيديهم وكأنها غابة متحركة ومن الواضح أنهم خرجوا للثأر 0
الغريب أن " أفندى" هكذا قال التاريخ من الذين احتجوا على سلبية المحامى " البارد" الذى رفض الأضراب و قاد مائتى فلاح وذهب إلى قرية المحامى المذكور لكى يضربوه هناك بالنبابيت ولكن المأمور أوقفهم وهم فى طريقهم إلى تنفيذ العملية وهو ماذكره المؤرخ "عاصم دسوقى" فى كتابة عن ثورة 1919م فى الأقاليم من الوثائق البريطانية بعدها حول الأنجليز سطح المحكمة الأهلية إلى منصه لأحد المدافع وراحوا يطلقون النار على الثوار وسقط الكثير من الشهداء أما مستشارى محكمة الجنايات ببنى سويف فقد غادروها كلهم بعد صعوبة عقد الجلسات ووصلوا عن طريق مركب شراعى إلى القاهرة فى العشرين من مارس 1919م 0
المنازل التى خبأت فئران بريطانيا العظمى
أخبار المكان تؤكد أنها كانت ثلاثة منازل أعتصم بها الأنجليز وأعدوها بسرعة لتكون فى حالة دفاع أما منزل القاضى (طواف) فقد كان استراحة حكومية (أين هى الأن ؟ لا أحد فى بنى سويف كلها يدرى !!) الفلاحون اقتحموا المنزل لكن طواف كان قد فلت بجلده فقام الثوار بتدمير المكان وألقوا بالنار فى كل أرجائه وأتلفوا كل الأوراق ونهبوا كل ممتلكات اللص الكبير وزملائه الأنجليز المقيمين معه ثم أتجهت جموعهم إلى شارع الرياضى يقصدون مصلحة الرى فقد كان هناك خواجات آخرين من المستعمرين يستحقون العقاب 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق