الثلاثاء، 13 أبريل 2010


المكان 2
ميدان المديرية بمدينة بنى سويف

الأحداث: لم يكن الميجور جنرال واطسون قائد القوات البريطانية فى مصر بالنيابة وهو جالس فى جناحه الفاخر بفندق" سافواى " بميدان سليمان باشا " وقتها يعلم أن سيطلق صواعق النار فى مصر كلها وهو يستدعى قادة الوفد ويأمرهم بعدم الحديث عن الحماية البريطانية وينذرهم بمعاملة الأحكام العرفية الشديدة ثم يعتقل بعدها الزعيم سعد زغلول ورفاقه فى سكنه قصر النيل (مقر الجامعة العربية حالياً) لليلة واحدة رحلهم بعدها إلى بورسعيد لتحملهم باخرة إلى المنفى فى جزيرة مالطة 0
· ميدان المديرية00 وهو ميدان الثورة الحالى ارتعد مع عبقرية المكان فى مصر الثورة فى مواجهة سفاهة وشطط وكبرياء نزيل " سافواى " القبيح !!
تكونت لجان المقاومة سريعاً وتوالت طباعة المنشورات الثورية وتم لصقها وإرسالها بالبريد في مكان ثم كانت مظاهرة ميدان المديرية الحاشدة يوم 15 مارس " خرج أبناء المدنية بكل فئاتهم يهتفون بحياة سعد زغلول ورفاقه في ميدان المديرية أرض اليوم الموعود ويرددون شعار الثورة " الأستقلال التام أو الموت الزؤام "
· ميدان المديرية المكان00 كان أرض معركة الشعب المصري السويفي المواجه للأحتلال .. تملكت الجماهير الثائرة روح الغضب .. فهجمت علي مبني المحكمة وعطلت الجلسة وطاردت رئيسها القاضي الأنجليزي .. لكنه هرب بأعجوبة من محاولات القبض عليه وإزهاقه تحت أحذية الجموع الغاضبة ولم ينقذه إلا الباب الخلفي الحالي في المحكمة ( إن أحدا في بني سويف إلي الأن لايعرف هذا الباب الخلفي – ولم يكتبوا حتي مجرد لوحه أمامه عن الذكري) !!
· الجماهير الهادرة هجمت علي سراي مديرية الأمن .. وهاجموا الضباط والجنود الإنجليز الذين أرتعدت فرائصهم وزاد أحمرار وجوههم أشتعالاً فأضطروا أمام فلاحي بني سويف ومثقفيها وطلابها وبناتها إلى الهرب والأعتصام بثلاث منازل خلف مبني مديرية الأمن القديمة ( مقر المديرية التى أقيمت حولها حالياً حدائق جديدة – ليتهم أطلقوا عليها إسم أحد من أبطال المكان )00 ولاتزال المنازل الثلاثة قائمة – لكن أحد يعرفها ولا عن غيرها 0
· ميدان المديرية كان ساحة التجمع الحاسمة التى توافدت إليها المظاهرات من تجمعاتها المتدافقة وميادينها علي أتساع عاصمة المديرية بنى سويف ومن أمجاد الثورة سجل التاريخ أن أحداث الثورة زادت فى بنى سويف عن الأقاليم الأخرى بالهجوم على المحاكم وديوان المديرية 00 الجموع الهادرة الصاخبة أصبحت كتلة تنحدر كالسيل الذى لايرد بينما جنود بريطانيا العظمى قد منحوا خزائن بنادقهم ورشاشاتهم بكل الجنون والخوف وأشد أنواع العنف هو عنف الخائفين هكذا سجل ميدان المديرية عن أحداث 15 مارس فى بنى سويف 0
· ميدان المديرية لم يهدأ وكان يزيد اشتعالاً حينما كان يحمل المتظاهرون مشاعر الثورة محمد الجنيدى ليلقى بأشعاره النارية وليجلجل بعدها خطيب الثورة الثائر "عمر الديرى" ثم يتبارى فى نزال الخطباء أحمد الغمراوى وحسين منتصر وأحمد داوود الحاجرى وعبد العزيز أباظة ومرسى العباسى ومحمد شعبان وعلى مرسى وحسن عصمت وغيرهم وغيرهم
· ميدان المديرية أصبح ميدان الكلمة من نار والقلوب من نار بدأت القوات الأنجليزية تتجمع خلف مدافعها ودروعها ببطء وتتكاثف حول أجناب المكان0
الجنود الأنجليز المختبئون فى المنازل خلف مبنى المديرية راحوا يطلقون النار لتفريق الأهالى دفاعاً عن أنفسهم بعصبية الخائف الرعديد0
وفجأة تصيب طلقة غادرة ومرعوبة أول شهيد فى أحداث ثورة 1919م بنى سويف وهو الشهيد " محمد عبد النبى ميهوب" من شرق النيل 0
أهالى الشرق وبياض يرتفع هياجهم ويهجمون على عساكر الأنجليز ويقومون بأصطياد ثمانية منهم كما أنضم خفراء الدرك المحشودين للأمن إلى جموع الثوار وقاموا بقتل مجموعة من الجنود الهنود وقد دفن الجنود القتلى بعدها بمدافن " محى الدين " الحالية (وأيضاً لا أحد يعرف أين قبورهم لتكون رمزاً على مواجهة بنى سويف للمستعمرين ويزداد الغليان الشعبى ويتقدم المظاهرات" محمد شحاتة الزعيرى" بقامته المديدة الطويلة وصوته الجهورى وهو يحمل فى يده " ذراع محراث" ضخم إلى شارع الرياضى يهتف بالثأر والموت للأنجليز والخونة فمبنى المديرية ذاته حول الأنجليز إلى شبكة عسكرية 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق