الاثنين، 10 مايو 2010

أول محكمة عسكرية فى تاريخ الواسطى

عقدها الإنجليز لكسر أنوف "الواسطوية " بعد أن فقأوا عين أم امبراطوريات الدنيا !!
من المؤكد أن " الوسطاوية " ثوار 1919 قد دمروا تماماً محطتى الرقة والواسطى وأحرقوهما فى وجه جنود الإحتلال الإنجليز كانت السلطات البريطانية قد أتفقت مع الحكومة على وقف المحاكمات العسكرية ومضى عام على تنفيذ هذا الأتفاق كما يؤكد الرواه والمؤرخون بل أن وزارة محمد سعيد باشا نفسها كانت قد أتفقت مع السلطة البريطانية فى يوليو 1919 على وقف المحاكمات العسكرية ذاتها ، وإحالة من لم يحكم عليه بعد من المتهمين إلى المحاكم الجنائية الوطنية .. كما أكد الرافعى والكثير من المؤرخين .
ولكن السلطات البريطانية أغلب الظن فى تأكيد المؤرخين لم تطمئن للمحاكم المصرية فى أن تأخذ عناصر الثورة بالشدة والقسوة على رأى الرافعى وهو ما يعد معجزة للشعب المصرى كله والقضاء المصرى عموماً.
وفى هذا الإطار جاءت مؤامرة محاكمة أبطال الواسطى، رجال بنى سو يف الحقيقيين فى ثورة 1919 أمام شموخ مصر المحروسة وعرضت قضية الواسطى كما ذكرها المؤرخون بذات النص أمام محكمة عسكرية ، عقدت بالواسطى فى شهر يونية وكانت من أهم قضايا الثورة ، وكانت وقائعها تشبه وقائع ثورة ويرسواس بالمنيا وقتها .
قدم الإنجليز والخونة من أنصارهم للمحاكمة العسكرية الإستثنائية التى عادت إليها أنجلترا المكسورة مرة أخرى، وفرضت إجراءاتها على 11 شخصاً تم توجيه الإتهام بالقتل لثمانية منهم وهم (أمين عبد القادر ، عبد السيد شحاته ،محمد شحاته ، محمد إبراهيم خالد، بدوى الديب ، عبد الجواد جابر ،عبدالله أبوزيد وعبد المحسن خالد) كما تم توجيه الأتهام لثلاثة آخرين بمساعدة القتله ومشاركتهم فى الجريمة وهم (أمين بك الريدى ، السيد خالد و جابرإبراهيم) .
أما الأحكام التى أعلنها القاضى الإنجليزى الموتور فكانت تنطق بالشر والحقد حيث حكم فى هذه القضية ـ بعد تعديل القائد العام ـ بالأعدام على كل من ( عبدالسيد شحاته ، أمين عبدالقادر ، عبدالله أبوزيد ) ونفذ فيهم حكم الإعدام فعلاً ، كما حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة على ( أمين بك الريدى) وحكم على (بدوى الديب) بالسجن خمسة عشر عاماً وأفرج عن الباقين .
وهكذا حققت قيادة الإحتلال والشر فى مصر فى محكمة الواسطى العسكرية المخصوصة أنتقامها من مدمرى محطات السكك الحديدية المصرية فى وجوه الإحتلال ، وكان هؤلاء قد أشعلوا ثورة التدمير فى محطات بولاق الدكرور والبدرشين والحوامدية والواسطى بجانب تعطيل كوبرى قشيشة التاريخى بين الواسطى وبنى سوف ودمروا خطوط السكة الحديد من الفيوم وحتى الواسطى ذاتها .
إلا أن بريطانيا العظمى بجلالة قدرها وعظيم ترسانتها العسكرية وجيوشها المدججة ــ أخمص قدمها بالسلاح ..لم تستطع أن تعيد المواصلات بالسكة الحديد بين الواسطى والفيوم إلا يوم25مارس فقط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق